طنجة المدينة القديمة : (بين مبادرة المجتمع المدني لدعم التجار اللا مشروط و الممارسات اللتي تسيء للمكان في غياب آليات الردع المناسبة)..

زكي بملال

استجابت شريحة كبيرة من ساكنة مدينة طنجة للدعوة اللتي اطلقتها فعاليات المجتمع المدني بها القاضي بدعم تجار المدينة القديمة اللذين تأثروا بالقيود المفروضة الناتجة عن انتشار وباء كروونا خصوصا وان اغلب تعاملاتهم كانت مع السياح الاجانب، ليكون قرار غلق الحدود بالمغرب بمثابة المسمار الاخير في نعش هذه الفئة من التجار والمهنيين..
فاذا كانت المدينة القديمة قد تغيرت معالمها بفضل مشروع طنجة الكبرى اللذي حولها لمرفق سياحي بمواصفات عالمية لتكون مستقبلا احد رموز السياحة الوطنية فإن بعض الممارسات الشاذة لبعض التجار قد تقوض كل الجهود الرامية لذالك في غياب التسعير الإجباري والرقابة الجزرية..
المجتمع المدني أوفى بوعده باستجابة واسعة لنداء الدعم لكن جولة صغيرة بالمدينة العتيقة لطنجة كافية للوقوف على هذه الممارسات اللتي تعطي صورة سلبية ان لم نقل وقحة وتلطخ سمعة المدينة كبوابة قارية في أفق التطلعات القادمة وكسب رهان مغرب مابعد كروونا…
اكراهات كروونا الزمت الكثير من التجار والمهنيين وكذا الفاعلين في المجال السياحي التوجه نحو المستهلك المحلي اللذي اصلا تعرف قدرته الشرائية هبوطا حادا في مؤشراته نتيجة الوباء، لكن غياب التوجيه والتأطير اللازم للتعامل مع هكذا معطيات جعلت السوق المحلية تتخبط في جملة من المشاكل اللتي أثرت بشكل سلبي على الشريح المجتمعي بكل مكوناته ….
نداء المجتمع المدني هذا واللذي نصفق له بحرارة كنموذج لروح التكافل ببلادنا مناسبة لتسليط الضوء على كل الممارسات الشاذة اللتي تسيء لسمعة المدينة وتلطخ صورة المملكة سياحيا ودعوة للسلطة المحلية لسد كل الثغرات وتنزيل قرارات تنظيمية ملزمة والسهر على تطبيقها ،وكذا متابعة كل المخالفات الناتجة عنها قصد إعادة الاعتبار اولا لروح طنجة القديمة وكذا المساهمة في إشعاع سياحي مستقطب سواء داخليا او دوليا …
في انتظار كل هذا تبقى المدينة القديمة لطنجة وتجارها ومهنييها رهينة الممارسات السيئة لبعض منتسيبيها اللتي تقوض كل المبادرات والمجهودات المبذولة من طرف المجتمع المدني من جهة والسلطة المحليةمن جهة اخرى …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى