حسن بيريش
(الحلقة الأولى)
أحتسي بقائي في فنجان موت..!!
(1) من شرفة الترقب إلى امتداد الخوف، يمضي الوقت هادرا بصمته كليل طنجة المستيقظ على رحاب الجرح.
محتجز هو النهار داخل حيز يكفي ليمتد الوجع إلى كل ما فاض من ليل الهواجس والشجون.
(2) حتى إشعار ٱخر، وحده الجهل يمشي على الطرقات، يتبضع الرمق ما قبل الأخير.
فزع يمارس تجواله دون أي حظر.
ينتشر كالنار في الهشيم، رغم أنه معتقل في سجن البيوت ومحجوز في أقبية القلوب.
(3) الناس نيام في يقظتهم.
يشهرون وجل القلب أمام شاشات تنتج أرقام الموت حد أصفار الحياة.
للموت إصابة، وشاشة، وعويل.
للحياة حجر، ومعقم، وكثير من الترقب.
بينهما أضحت المسافات بين الأفراد خشبة نجاة في مدن يسكنها الرعب من الأنفاس.
متران يحددان حجم العلائق الإنسانية.
(4) بين كتاب أعيد قراءته، وقراءة أعيد كتابتها، أغتال الوقت برصاص الصبر.
أدفن ما تبقى من إصابات، عساني أغادر قاعة انتظار لا تني تنتظرني.
يسرع بي الملل صوب الشاشة التي تواجهني بما أسعى إلى تفاديه نشدانا للخلاص.
لا محيد عن هذه الشاشة المصابة بفيروس الهلع، إذا أردت أن أحتسي بقائي في فنجان موت..!!
(5) أخاف أن أكتب قصيدة عن كورونا، على غرار قصيدة نازك الملائكة عن الكوليرا.
من يدري:
ربما تصبح القصيدة دليل إدانة فيأتيني الفيروس معربدا كسكير نسي أن يستخرج وثيقة الخروج..!!