عبور
اه لو كنت أحمل شوقي صمتا يتسلق جمر شفاهك
ورحيلا لقوافلي عبر صحاري قلبك في وهم الأيام
كلما غادرت بلدي، أوغلت في العبور الى متاهات الأحلام
وأنا اتهجى كل هذه المسافات، لا لغة توحدنا بشواطئك المهجورة
لا دموع تلثم خذ الحمام، كلما أوغلت الجراح في السفر
لاتخوم تحد ريح الاحزان، كلما هجرتنا الكلمات والعبر
كلما غادرت بلدي، اوغلت في العبور الى متاهات الاحلام
أمد يدي لأجتاح اعاصير وجهك، فقط قبضة من تراب
لا تحمل سوى بعض حلم وأصابع مبثورة
تركتها تحرس دروب وطني
كل المدن سافرت في سحابة، نامت على متكإ من دعابه
بقلب يحمل رصاصة ويتسلق جرحه فيرحل
كلما أوغل الجرح في السفر، ركض الدهر ، وتاه الأثر
حين أصرخ يتكسر الماء، وانا اراك الان صوتا يتيه عن زمنه
كلما غنت المدن غصنا يشتاق لثمره، وهذا الشهيد يشتاق لدمه
لهوية تحمله على الرأس موتا كفنا وحرية
لينام على حدود أوطان يتيمة فينبعث حنينا يرتق ثوب الطريق
لن ينحني كل هذا الحطام، من الظل يخرج انتفاضة
يغار منها الحمام، كلما سافر عبر ثقوب جسدك الاسمر
لنا في دروب طنجة آية أنّا تهنا بين حلم وتوهج هواء وحكاية
وإن نشأ جراح قصائد وضجيج لا نحن نسيان يفرزه ليل
ولاخطو عار يحصده ألف سؤال وأشلاء زمن كسيح يسامر الغواية
كلما غادرت بلدي، أوغلت في العبور الى خاصرة الاحلام