
الأستاذ الحاج نورالدين بامون – فرنسا
تفشيا لمرض الكرونا و غزوه لجميع الجهات و سرعة إنتشاره, أدى بعدم إستقرار عديد الأسر و زعزعة ترابط الأهالي. تسبب في إلحقاق أضرار جسيمة كبدتهم خسائر فادحة لا تعد و لاتحصى. منها حالة الققر و العوز التي باتت تؤرق حالهم ووضعيتهم المادية و المالية الإجتماعية.
تزامنا و إشعاع نور شمعتها 22 الثانية والعشرين من عمر نشاطها و تأسيسها, إرتأت جمعية نشاطات الوساطة و الإدماج AMIبستراسبورغ تحديدا بهوت بيار قامت بتسطير برنامج ثري ومتنوع يناسب الجميع كبارا وصغارا، ذكور و إناث, شباب و أهالي. تماشيا وحالة الحجر الصحي و الوضعية الكارثية التي يعرفها العالم أسرع وفرنسا خصوصا و منطقة هوت بيار مخصوص وهي أفة الداء الفتاك فيروس كوفيد 19.
ومساهمة منها في تخفيف الأزمة والمساعدة في شكل ترابطي بين السكان والشعور بمحنة العائلات المحرومة من الموارد والدخل في حياتهم اليومية. ولمواجهة المشكلة العويصة التي لا يعرف لها حل لحد الساعة, تحملت الجمعية المسؤولية على عاتقها بالتطوع بالميدان للتخفيف من شدة وطأة الأزمة خاصة وأن نسبة من الساكنة بحاجة للمساعدة.
وتجندا للخروج من هاته الأزمة، تجند أعضاء طاقم AMI مؤطرين وقادة في الميدان وفي كل مكان, ليس تعاملا مع مع كبار السن فقط، بل شمل حتى الأطفال والمراهقين الشباب خاصة أنهم في أشد الحاجة الماسة لتلقي الدعم و المساعدة و الأخذ بيدهم لبر الأمان، خاصة بعد غلق المؤسسات التربوية التعليمية الترفيهية و حرمانهم من الدروس. لدى أخذت الجمعية المسألة كإحدى مهامها الرئيسية للنشاط الذي تقوم به و سخرت له أعضائها. وبات العمل متواصل في تقديم الدعم لأطفال في منازلهم.
المساعدة في التسوق بإبصال بعض المشتريات والحاجيات للذين لا يستطيعون التحرك والعجزة وكبار السن, خاصة ممن يعانون من أمراض مزمنة, كون خروجهم وتنقلهم بسسب حالاتهم الصحية في حد ذاته يشكل خطورة على الأخرين. ناهيك عن الدعم النفسي والبسكولوجي المحض و العاطفي المحرومة منه هاته الفئة الهشة كما تلقب.
إذا تعبر الجمعية من خلال خبرتها وسمعتها على مدار 22 سنة من الوجود بالمنطقة رائدة، وبذلك أصبحت شريكا إجتماعيا رئيسيا أساسيا لا يمكن الإستغناء عنها في منطقة هوت بيار ذو الكثافة السكانية المتنوعة لعديد الجنسيات ومركز إستقطاب لكثبر من الناس. إضافة للمساعدة في التعليم، تقوم بمساعدة الأشخاص، كما تقوم بالوساطة، الترفيه، إلخ. على طول السنة دون توقف ودون أن تبخل على قاصديها وطالبي المساعدة التي تقدم للجميع دون إستثناء ولا تميز والتي إستفادة منها ألاف الأشخاص.
وأهم نشاط ذو أهمية في بعده الإجتماعي الإنساني الخيري ,قامت الجمعية في أوج هاته الأزمة بتقديم المساعدات الغذائية عينية وفي شكل وجبات معلبة في علب وتوصليها لعدد 60 شخص من الطلبة الأجانب المحاصرين في مساكنهم الجامعية في الحبس التام ولكبار السن، ولا سيما الشيوخ والكهلة المعروفين بالشيباني, وصلت لـ120 وجبة يومية متنوعة ومشكلة وتستمر طيلة شهر رمضان المعظم و تتوقف بنهايته حسب التقدير و الإحتياطات و التدابير المتخذة لشأنه.
جاءت المبادرة الخيرية الإنسانية والإجتماعية في وقت حرج وفي أمس الحاجة لتعزيز الروابط الإجتماعية من رواد الحركة الجمعوية خاصة من نشاط و روح التضامن والتآزر والتعاون التي تميزهم دوما عن الأخرين في ظل هاته الأزمات و المواقف الحرجة بنبل جود كرمهم وخصالهم الحميدة من مبادئ قيم وشيم السلف على خطى الأولين.
وتبقى جمعية AMI من الرائدات في مثل هاته الخرجات المبهرة و التي لا يمكن تحقيقها و إنجازها بأرض الميدان دون صبر و ثباث و عزيمة وعن قناعة بأن العمل التطوعي في حذ ذاته عبادة و رصيد قل من يعرف قيماه و يقدر مجهوده.