منذ أكثر من أربعة عقود، تقيم نادية معزوزي في فرنسا، حيث نجحت في إثبات نفسها في سوق العمل بفضل كفاءتها وإصرارها على النجاح. تدير نادية إحدى أبرز المدارس الفندقية في باريس، مما جعلها رمزًا للمرأة المغربية المهاجرة التي تُمثل وطنها بأفضل صورة.
شاركت نادية تجربتها في الهجرة، وتحدثت عن حلمها بالعودة إلى المغرب والانفتاح على الشباب المغربي من خلال نقل خبرتها التي اكتسبتها على مدار عشرين عامًا في مجال الفندقة.
عندما سُئلت نادية عن سبب اختيارها لإدارة مدرسة فندقية، أوضحت أنها، بعد تجربة في مجال التجارة والاتصالات، كانت تبحث عن مجال يتماشى مع قيمها ويحقق لها الرضا الشخصي. إدارة مدرسة فندقية كانت الخيار المثالي لها، حيث تتيح لها تقديم قيمة حقيقية للمجتمع والعمل في مجال يلهمها.
وأشارت إلى أن نجاحها في تولي هذا المنصب لم يأتِ بالصدفة، بل بفضل كفاءتها وإصرارها على التميز، إضافة إلى الفرص التي أتيحت لها وثقة المديرين الذين تعاقبوا على المدرسة.
بعد 40 عامًا من العيش في فرنسا، تشعر نادية بالحاجة إلى العودة إلى جذورها. تعتزم العودة إلى المغرب بهدف استثمار خبرتها وتقديم الدعم للشباب المغربي من خلال مشروعها القادم، والذي سيكون إنشاء مدرسة فندقية في المغرب.
بدأت نادية رحلتها في فرنسا وهي في سن السادسة، بصحبة أسرتها. ورغم صعوبة البدايات والتحديات التي واجهتها نتيجة لاختلاف الثقافات، استطاعت التكيف وإيجاد مكانها في المجتمع الفرنسي. تعتز نادية بثقافتها المغربية، وترى في ازدواجية الثقافتين المغربية والفرنسية مصدرًا للقوة والإثراء الشخصي.
تحدثت نادية عن التحديات التي يواجهها المهاجرون بعيدًا عن وطنهم الأم، وخاصة فيما يتعلق بالبعد عن العائلة وفقدان اللحظات الحميمية معهم. كما أشارت إلى الصعوبات التي يواجهها المهاجرون في ممارسة تقاليدهم وطقوسهم الثقافية بشكل كامل في المهجر.
ورغم أنها لا تمتلك أطفالاً، إلا أن نادية تشجع الشباب المغربي بشدة على السفر والانفتاح على العالم لاكتساب تجارب جديدة وتطوير قدراتهم من خلال الاحتكاك بالثقافات الأخرى.
وترى نادية أن المهاجرات المغربيات، وخاصة في فرنسا، يواجهن تحديات مزدوجة نتيجة الجمع بين ثقافتين مختلفتين، مشيرة إلى أن مسألة تحقيق تكافؤ الفرص ما زالت تمثل تحديًا كبيرًا، رغم التقدم الذي تم إحرازه في هذا المجال.
تمثل قصة نادية معزوزي نموذجًا للنجاح والتحدي، حيث استطاعت، من خلال كفاءتها وإصرارها، أن تبرز كواحدة من الشخصيات المغربية الناجحة في المهجر، وهي الآن تتطلع إلى العودة إلى الوطن للاستثمار في الشباب ومشاركة خبرتها معهم.