نعم لثورة نسائية تحول المرأة الى ارض الواقع

ريما حايك

“معاً من أجل دولة تنعم بالحرية، الاستقلالية، والأمان في العالم العربي”، وهو شعار ثورة المرأة في العالم العربي، التي انطلقت في بدايات العقد الحالي، وما تزال تحظى باهتمام كبير وتزايد عدد المؤيدين لها من مختلف دول العالم.
وبين مؤيد ومعارض، متفق مع رأي ومختلف مع آخر، تظل المرأة العربية تصرّ على توضيح نواياها الصادقة، فهل تحول الثورة المرأة الى أرض الواقع.
شابات عربيات من مختلف البلدان العربية ومن دول أوروبية، يعبرن عن دعمهن لثورتهن، إلى جانب مشاركة الرجال في دعم هذه الثورة العربية، وتعبيرهم عن تقديرهم للمرأة.
وتختلف أسباب دعم ثورة المرأة، فهناك من يعارض وآخر يشدد، إلا أن المحصلة النهائية تكمن في حق المرأة في التعبير عن الحرية، الاستقلالية، والأمان، فضلا عن المساواة بينها وبين الرجل.
وتأتي مشاركة المرأة في الثورات العربية كرد تلقائي على الهجمة التي تواجهها المرأة في العالم العربي أثناء أو إثر نجاح الثورات العربية وتحديدا في كل من مصر وليبيا وتونس ولبنان واليمن والسودان، بالإضافة إلى ردود الفعل في الدول الأخرى التي ما تزال تحاول في ثوراتها أو تستعد لثورات قادمة.
هذه الثورات التي شاركت فيها النساء جنبا إلى جنب مع الرجال في ساحات الاعتصام والقتال ضد الدكتاتورية في الحكم، تمت مواجهتها في المقابل بالتهميش والإقصاء أثناء العملية السياسية بعدها بدءا من قمع الثائرات من قبل زملائهن المتظاهرين وحتى عائلاتهن وانتهاءً بإقصائهن عن العملية السياسية أثناء الانتخابات التالية أو إعادة كتابة الدساتير التي تحمل في جعبتها قوانين أكثر تمييزا ضد المرأة بتجاهل صريح لدورها المساوي للرجل في طرد الدكتاتوريات وإعادة بناء المجتمع”.
هذه الثورات التي قفزت لها قلوبنا فرحا وأملا من بلد إلى آخر، أطاحت بالديكتاتورية وهذا الجزء الأسهل، إلا أنه علينا أن نكمل الثورة للإطاحة بالانظمة المستبدة والفساد والطائفية، والمذهبية، علينا نحن النساء أن نكملها، لا أولويات مزعومة لنخضع لها؛ لأن المجتمع لن ينهض بدون نسائه، لا رقابة ذاتية، ولا مساومة على حقوقنا، إما أن تكون الثورات كاملة بنا أو لا تكون.
إن مطالبنا وضعناها في الشارع امام أعين السلطة الفاسدة وهي حرية الفكر، حرية التعبير، حرية الاعتقاد، حرية التنقل، حرية الجسد، حرية اللباس، حرية السكن، حرية القرار، حرية الزواج، حق الطلاق، حق الاستقلال، حق التعلم، حق العمل، حق التصويت، حق الترشيح، حق الإدارة، حق التملك، المساواة في حضانة الأولاد، المساواة في العمل، المساواة في المجتمع، الحماية من العنف الأسري وغيرها من الحريات في الممارسات اليومية للمرأة ضمن مجتمعها.
وتهدف ثوراتنا ايضاً إلى الإضاءة على التمييز اللاحق بالمرأة في عالمنا العربي على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والحقوقي، والإشارة إلى القضايا العديدة الجامعة بين النساء في المنطقة، والتي يمكن أن تشكّل نواة عمل نضالي نسوي مشترك، تتخطى حدود الدول وتبنى على الخبرات المشتركة، وإعادة فتح النقاش على مصراعيه على شبكات التواصل الاجتماعي حول وضع المرأة، لا سيما بعد الهجمة المرتدّة التي تعرضت لها المرأة بعد نجاح الثورات في دول الربيع العربي.
ولأن النساء الحرائر تربي رجالا أحرارا، ولأن أي ثورة لا تعترف بحقوق النساء هي ليست ثورة، بل هي انحدار، وتذكرنا أكثر فأكثر بأهمية انتفاضة المرأة، فالمرأة تؤمن بجميع الحريّات بعيداً عن خطاب كراهية أو شتائم نابية أو تخوينا أو تكفيرا، وتلك التي تميّز على أساس النوع أو العرق أو اللون أو الميول الجنسي أو الدين.
واليوم ونحن بصدد الإعلان عن مؤتمر المرأة ثورة في نيسان القادم فمن السابق للأوان الإعلان عن تحركات مستقبلية، لكننا نؤكد أن هناك خططا للتعاون مع مشاركات ومشاركين متطوعين في مجالات العمل المجتمعي والحقوقي والإعلامي إضافة إلى مشاركات الكتاب والفنانين التي ستنقل المؤتمر إلى مستوى آخر.

* ثائرة وناشطة لبنانية
المديرة التنفيذية لمؤتمر المرأة ثورة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى