هل ننعم بالسلام يوما ؟

الاديبة اللبنانية راوية المصري
تأسست هيئة الامم المتحدة عام ١٩٤٥ وعضويتها من اغلبية دول العالم وعددهم ١٩٣ دولة حيث تهدف الى حفظ السلام والامن الدوليَّيْن وتحقيق التعاون الدولي في المجالات كافة، واتخذ من غصن الزيتون والحمامة البيضاء شعاراً لها، كرمز للسلام.
بُذِلت الكثير من الجهود عبر التاريخ من أجل نشر ثقافة السلام. اول معاهدة سلام وقع عليها في اسيا الصغرى رمسيس الثاني ملك الحبشيين في عام ١٢٧٨ ق.م.
مفهوم السلام يعني التآلف بين مكونات مختلف فئات المجتمع وحل النزاعات بطرق سلميّة ومنصفة لجميع الاطراف وعدم استعمال القوة ونزع جميع مسببات الخلاف بمحاولات جدية للتعايش والتعاون . *للسلام اهمية كبيرة في حياة الانسان وتحقيق المساواة ومهد الارتقاء السلام هو التقدم والحداثة والتطور في العالم ككل .
عندما نسمع كلمة السلام نشعر بطمأنينة بغض النظر عن مدى خطورة الحدث ان كان داخليا او خارجيا فلا حياة دون هذه الكلمة الرقيقة التي تعطينا الامل بغد افضل .
السلام حالة روحية وانسجام داخلي يشعر به كل فرد منا وجميعنا متفقين على اننا نريد العيش بسلام يشير هذا المصطلح الى حالة من الوجود العقلي والتخطيط لمستقبل خال من النزاعات والعيش في امان ومواجهة الفتن باقل خسائر على استقرار الشعوب فلكل ثقافة وفلسفة وديانة ومنظمة مفهوم خاص عن كيفية احلال السلام في العالم
لا يستطيع الانسان ان يتكلم عن السلام الخارجي قبل ان يصلح ذاته فالسلام يبدا فعليا من النفس هو شعور الفرد بالرضى مع ذاته من خلال ادراكه ووعيه واصلاح نفسه ثم عائلته الصغيرة ثم جيرانه ثم مجتمعه وان يتقبل النقد ويسمع النصيحة ويعتذر عن الغلط ويبعد عن النزاعات داخل عقله وان يكون كتاب مفتوح ان يسامح ان يعطي الامان لحسابة نفسه على اخطاء ارتكبها بحق نفسه واثرت على مبادئه واهل بيته ويحصن نفسه من الاضطرابات النفسية والعنصرية والطائفية والطبقية وتعزيز امكانياته ويصقل القدرة على استسمارمهارات شخصية لتحقيق اهدافه اولا .
الاسباب كثيرة لمعوقات تحد على الشعور بالسلام الداخلي واهمها عدم الثقة بالنفس ومقارنة الانسان مع الاخرين والهروب من مواجهة العقبات والاهتمام للنقد السلبي والالتفات الى الوراء .
قبل ان نبدأ بالتفكير بالسلام الخارجي علينا بإحلال السلام داخل انفسنا لا نستطيع رفع شعار العدل والسلام ونحن نظلم انفسنا ومجتمعنا واقربائنا وجيراننا علينا قول الحق والوقوف مع المظلوم ان نربي اولادنا على حب الانسان لأخيه الانسان بغض النظر عن دينه ومذهبه وعرقه ولونه السلام لا يكتمل الا باحترام جميع مكوناته .
رغم كل الجهود التي بزلت لدعم السلام الخارجي الا ان العراقيل والمسببات والانحياز لبعض فئات المجتمع تحد من ذالك كالصراع على الموارد والتطرف الديني والسياسي وعدم تقبل الاخر والاختلاف في الاراء او الثقافة او العادات
دعم السلام في العام مسؤليتنا جميعا بنشر الوعي وتقبل الثقافات والديانات الاخرى والآراء المختلفة من جميع دول العالم والسعي للتوصل لاتفاقيات مجتمعية ودولية وتبادل الافكار ونشر المحبة ونبذ الكره ونظافة العقول من الشوائب وحلاوة اللسان والتعاطف مع الاخرين والتضامن معهم والدفاع عن المظلوم اينما كان فهو مثلنا انسان.
تحية لكل انسان يحمل هذا الفكر الراقي ويعمل بجهد كل منا مبدع في مكان ما , ويستطيع ان يعمل من موقعه فكلنا بشر وتميزنا عن ثائر المخلوقات الاخرى بعقولنا , ونعم نستطيع ان نكون الافضل ويكفينا شرف ان نحمل لقب سفير السلام .
السلام هو العيش المشترك لمجموعه من البشر مختلفة في الآراء والفكر والمعتقد تتعامل مع بعضها بشكل يضمن حرية وسلامة الآخر الفكريه والسلامة الشخصيه لتعيش بسلام هذا هو السلام. سلام على من اعتنق فكر السلام،
سلام على من أصلح بين متخاصمين،
سلام على من تقبل الآخر دون غرور،
سلام على من اطعم محتاج وكسى عريان،
سلام على كل سفراء السلام لو كنتم بزمن الأنبياء لاطلاق عليكم رسل السلام.