الحاج نورالدين بامون – ستراسبورغ فرنسا
تحية طفولية أزفها إليكم أحبتي بكل أرجاء المعمورة وجميع الأقطار والوطن الجزائر الحبيب عامة وبمتليلي الشعانبة بولاية غرداية جوهرة الواحات وربوع بلدياتها 13 الثلاثة عشر خاصة تحية تهنئة بعيدكم من ديار الغربة خارج الوطن.
لا يسعني بهاته المناسبة إلا أن أشارككم أحبتي فرحتكم في عيدكم العالمي لسنة 2020 وخير ما أبتدئ به كلمتي بهاته المناسبة السعيدة إلا أن أحيكم تحية خالصة من أعماق القلب تحية حب وسلام تحية مودة و أمان بعيدا عنكم مضطر مجبر.
حل العيد، عيد ليس ككل الأعياد، إنه عيد الأحبة من براءتنا الأعزاء، عيد الطفولة، عيد من أهم الأعياد والمناسبات الذي لا يمكن الإستغناء عنه ولا التفريط فيه و لا الإبتعاد عنه.
عيد عزيز على قلوبنا، عيد يعتبر قطعة منا لا يمكن تعويضها بأي شيء مهما كان , لكن هاته المرة خانتني الظروف الصحية القاهرة ولم يحالفني الحظ مر أخرى لإقتسام الفرحة معكم و تقطيع طرطة اليوم ومشاركتكم برنامج نشاطاتكم ومهرجاناتكم وصالوناتكم المعتاد تنظيمها في كل سنة سواء بالمراكز الثقافية لكل من الشهيد مهاية قويدر بوسط المدنية و مركز الشهيد طرباقو علي بالحديقة و بساحة 20نوفمبر 1960 أو بزلفانة و بغرداية و غيرهم .
لكن هاته المرة ياعيد الطفولة خنتني وحرمتني من فرحتي بأحبتي. حتى الأنامل شلت عن مسك القلم وجف حبره وعجز اللسان عن التعبير لإيجاد الكلمات المناسبة لأزفها إليكم لأشارككم فرحة عيدكم العالمي كبقية أقرانكم في بقاع المعمورة.
إليكم أيتها الطفولة الصغيرة في عالمها النقي الطفولة المتألقة من فئة إلى أخرى إلى الطفولة صانعة المستقبل الزاهر , الطفولة التي أصبحت والحمد لله تحظى بإهتمام بالغ و رعاية شاملة متنوعة و متعددة من طرف الجميع بداية من الأسرة المدرسة المنظمات و المؤسسات الحكومية و الجمعيات وباقي فعاليات المجتمع المدني برمته.
إليكم أنتم فعاليات المجتمع برمته.
إذ أن الطفولة اليوم هي العنصر الواجب الإهتمام بهم أيما إهتمام ليكون الركائز الداعمة للمجتمع, وليكون من شباب الغد ورجاله المعول عليهم مستقبلا.
مما لا شك فيه أن أطفال اليوم ليس أطفال الحس المرهف بل أصبحوا ذو وعي وتطور ملحوظ منذ صغرهم وحداثة سنهم، إذ أصبحوا جزء من صانعي حضارات الأمم ودرعها الحصين.
هؤلاء الأطفال الذين هم الحلم والمستقبل المنتظر والذين هم إمتدادنا على هذه الأرض لإستخلافنا وتعويضنا لتكون خير خلف لخير سلف .
لأنهم الذين سيعمرون هاته البقعة من الأرض التي تقف عليها ونعيش بها.
هؤلاء الأطفال الذين هم سنابل الآمال المنتظر تحقيها، والورود الفواحة المنعشة كل حين ، والبذور الخصبة في أرض الجزائر أرض العطاء والنماء, أرض الشهداء و أرض البطولات و أرض الحضارات.
هؤلاء الأطفال الذين ينتظرون منا أن نفرح بهم ولأجلهم في شتى الميادين عامة و في عيدهم خاصة, ونغني معهم ولهم ونقتسم معهم فرحتهم ببسمة حلوة جميلة ونقدمها لهم على طيق من ذهب, كأثمن هدية لهم.
لقد حان الوقت أكثر من ذي قبل للإهتمام بهم ولنتجه إليهم كل بإسمه وصفته ومكانته ومهنته من آباء وأمهات، معلمين ومربين ,أدباء وكتاب وشعراء, منشطين ومؤطرين ومهتمين مختصين، لنزرع فيهم قيم الحب والمودة، والتضحية والوفاء والتضامن و التأزر و نغرس فيهم صلة الرحم و التكافل الإجتماعي ونحقق لهم أهدافا تربوية سليمة و مناهج علمية.
عيد الطفولة، أهلا بك هاته السنة من ديار الغربة ومن على فراش المرض بعيد عنهم.
أتمنى هاته المرة أن ألا تمر المناسبة عليكم دون جديد يسعدكم ودون مرح يسليكم و دون حضن دافئ بحميكم ودون تأطير يضمن سلامتكم وحمايتكم عيد يبقى ذكرياته ترددها الألسن وتحفظها الذاكرة للأجيال القادمة, الأجيال التي تكون خير خلف لخير سلف, جيل سليل الأباء والأجداد بخطى ثابتة في رعاية الرحمن وحفظه .
أسعدكم الله وأفرحكم كما أسعدتمونا وأفرحتمونا بارك الله فيكم, جد فخور سعيد فرح بكم متشغف للقائكم ورؤيتكم وإحتضانكم.
سامحوني هاته المرة أيتها القلوب النقية والبراءة الطاهرة.
أيتها البراعم المألوفة وبأيها الكتاكيت الصغيرة.
أتمنى لكم عيد سعيد وكل عام وأنتم بألف خير في رعاية الرحمن وحفظ لله العلي القدير والسلام ختام