ارهقتنا مرارة المذاق

بقلم – كالم الشعيبية

لم تعد شعارات التفاؤل وجرعات الايجابية تُجدي نفعا …
قصص التنمية الذاتية لا ولن تُحْدِث تغييرا في شخصيتنا المتمردة على قوانين معدلة بأيادي ديكتاتورية ،إخترقت أذاننا شعاراتها المُعَنْونة بالديمقراطية، المسطّرة بالمساواةِ الوهمية ،حتى بات ذاك الصوتُ مألوفا على مسامعِنا والخطابات محفوظة عن ظهر قلب؛
خطابات ساحقة حوّلتنا لجثتٍ متحركة لا تجيد غير السبّ والقذف ولَعْنَ كل من تسلم دور خدمتنا البارد والباهت .
خطاباتٌ جعلتنا نعيش حالة طلاق مع أنفسنا ،
نصرخ بأصوات عالية غير مسموعة ،
نتمرد على الأحرف ،نُناضِل بأقلامنا في انتظار أن يكسرها اليأس هي الأخرى فتتشرَّد الكلمات وتتعرضُ لكل أنواع العنف في غياب حضن لها .
نحاول الإنغماس في عالمهم الوردي ولكن بدون جدوى ،سوادُ الواقع يَجذبنا نحوه ،
في تلك اللحظة بالضّبط نجد أنفسنا جنوداً في حرب “المحاولة ”
محاولة أخرى للنجاة من طعنات الفشل الغادرة ،
محاولة إستنشاق الحياة ..
محاولة سقي تلك الوردة الذابلة فينا ..
محاولة إنهاء صمت كلماتنا ،.. ..
كل شيء خارج إطار أحلامنا الملطخة بألوان الفقدان ..
وكل الأشياء التي تمنينا الفوز بها لم تكن من نصيبنا
شعلة الأمل أحرقتنا ،حولتنا رمادا ..
اتخدنا النوافذ مقرا لنا منتظرين حمام السِّلم و السلام مُحملا برسائل الايجابية ،
لا شيء يرغمنا على مفارقة المكان ،تساوت حرارة الشمس ببرودة الجو ،ولا شيء يجبرنا على الإحتماء من غزارة الأمطار؛
فتأتينا الصّفعة المُنتَظرة من الحياة
نرفع أنظارنا للسماء قسىرا لنستمتع بمشهد أحلامنا المحلِّقة بين الغيوم ملوِّحة بجناحيْها المستعارين معلنةً عن نهاية حلم أخذ منا الكثير .
كثير من الجهد و الامل ..
أصابنا وباء اليأس وأختفى نور الطاقة التي ميزتنا يوما فأصبحت مرحلة شبابنا عبئا، نسبح جاهدين للإبتعاد عنها والتخلص من كل خيوطها ..
وحلمنا ان نعيش كل أحداث العمر بعدل ومساواة دون إفراط وتفريط
نتوق لحياة كريمة ،ثابتة ،نسيمها عليل وهادئ ..
كيف السبيل إذا لعلاج أجنحتنا المنكسرة ؟
وهم هناك ينظرون ،يستمتعون بمشهدنا ونحن نتخبط نحاول الخروج من تلك الحفرة التي سقطنا فيها بجهالة،
دفء مزيف أطالوا المدح فيه ،
حضن بالأشواك نرتمي فيه فنُصعَق بكهربائه،
يتوقعون منا الكثير وذاك الكثيرة يفوق قدراتنا ،يمطروننا بتنميتهم غير الذاتية ، يقنعوننا أن الإفطار على عبارة “أنا ناجح” كل صباح تقودنا للنجاح ..
يجهضون أمانينا ،يستأصلون رحم أحلامنا.
وأخيرا ماذا ؛ يتهموننا بالفشل ،بالتقصير والتهاون والأصل نحن من أفنينا نصف العمر في التخطيط لذاك الهدف ،وأصبحت أحداثه تهاجم أحلامنا

فنصَدٌق في نهاية القصة أن اليأس وفقدان الشغف ثوب لاق بنا وبالعشرين التي نعيشها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى