الرباط/ مهى الفلاح
نظم مكتب جهة الرباط سلا القنيطرة للجامعة الدولية للإبداع والعلوم الإنسانية، الملتقى الوطني حول اليوم الوطني للمرأة المغربية ، تحت شعار:”المرأة رافعة أساسية لتحقيق التنمية ” بمناسبة الذكرى الثالثة عشر لليوم الوطني للمرأة المغربية ، بفضاء ذاكرة المقاومة بسلا .
افتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني.
استهلت الكلمة الافتتاحية للملتقى الدكتورة “هناء البقالي” رئيسة الجامعة الدولية للإبداع والعلوم الإنسانية التي رحبت بكل الحاضرين وبضيفة الملتقى الدكتورة “جيهان النمرسي” من مصر، ونوهت بالمجهودات التي تقوم بها الجامعة عبر جهات المملكة وخارج أرض الوطن.
أطر هذا اللقاء مجموعة الدكاترة والمحاضرات كل في مجالها لقاء بطعم نون النسوة.
جاءت في مداخلة الدكتورة ” فاطمة سكاك ” حول الحركة النسائية بالمغرب”الحركة النسوية في المغرب أو الحركة النسائية في المغرب هي مجموعة من التيارات السياسية والأكاديمية والثقافية ذات الأهداف النسوية والتي تشتغل وترافع من أجل الدفاع عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في المملكة المغربية.
ترجع جذور النسوية المغربية إلى أربعينات القرن العشرين،
من أهم المنجزات حملة المليون توقيع عدل ، أطلقتها الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب خلال مؤتمرها في نهاية دجنبر 1991 في الرباط، وهي عريضة للمطالبة بتغير مدونة الأحوال الشخصية، وكانت هذه الحملة تدشينا لإنتقال عمل الحركة النسائية من مرحلة البناء التنظيمي والتأسيس الفكري والإيديولوجي للمسألة النسائية إلى مرحلة النضال المطلبي والترافع من أجل تعزيز حقوق النساء وفق ما هو متعارف عليه دوليا في منظومة حقوق الإنسان.
كما جاءت في كلمة الدكتورة “فاطمة البشيري” حول المرأة المغربية بين الماضي والحاضر ، تألق وريادة على المستوى العربي العالمي
عند حديثنا عن المرأة المغربية بين الماضي والحاضر . فإننا نتوجه إلى تغير لما نسميه “مجتمع” فكما نعرف أن المرأة هي أساس وعماد المجتمع، هذا شيء لايمكن التغاضي عنه . لكن قديما كانت النسوة محتقرات وكانت النظرة لهن نظرة (عار) وكأنها خلقت لتلبي حاجيات الزوج فقط. فالمرأة في القدم كانت مقيدة الحرية من جميع النواحي، وكمثال على هذا 🙁 كانت المرأة لا تخرج من بيت أبيها إلا على بيت زوجها، ومن بيت زوجها الى المقبرة) اي انها ،كانت مجبرة على الخروج مرتين في العمر فقط . وفي هذا الصدد جاءت الكاتبة الكبيرة (فاطمة المرنيسي) بعدة مواضيع ،حيث تطرقت الى تحليل موضوع المرأة ،وتحريرها ثم المساواة بين الجنسين، مما أدى إلى تغير نظرة المجتمع الدونية للمرأة. وبعد الجهد الكبير التي قامت به النساء،من مظاهرات وتحديات مع المجتمع، لتظهر كيانها، تحققت بعض متطلباتهن من أهمها تغير المدونة في سنة 1993 من مدونة الاحوال الشخصية الى مدونة الأسرة، والتي شملت عدة تغيرات كانت المرأة في أمس الحاجة إليها كتحديد سن الزواج، حضانة الأطفال، الولاية في الزواج وغيرها . وقد كانت لهذه التغيرات منطلق اساسي في تحرير المرأة، فبعدما كانت حبيسة الأفكار القهرية أصبحت تخوض مصارعات سياسية،اجتماعية وثقافية مع الطرف الآخر(الرجل ) .
أيضا جاءت مداخلة الأستاذة ” فوزية بوكريان” حول المرأة والعمل الجمعوي، على الرغم من كون جمعيات المجتمع المدني بالمغرب لازالت فتية، إلا أنها بدأت تتحول، إلى شريك أساسي، وفاعل دينامي، لا يمكن الاستغناء عنه من قبل الدولة، في تحريك قطار التنمية بالمغرب.
صحيح أن الجمعيات المغربية ـ على كثرتها ـ لازالت تطرح أكثر مـــن سؤال بشأن مدى مصداقيتها، واستقلاليتها، ومدى نضجها وتأهيـلها وحكامتها ومهنيتها وأمانتها، ووعيها بذاتها وبرسالتها الحقيقية…
ولكن هذا لا يمنع من الاعتراف بوجود عدد لا بأس به من الجمعيات التي استطاعت بالرغم من الصعوبات والعوائق العديدة، أن تشق طريقها بصبر وتفان ونكران للذات، وأن تصبح مثالا يحتذى به في كل العالم العربي والإسلامي.
كما تحدثت الأستاذة “السعدية صنيبة” رئيسة مؤسسة محمد السادس لرعاية المسنين بسيدي علال البحراوي “حول المرأة والتحديات الراهنة ” حتى يومنا هذا مازالت بعض النساء يجدن صعوبة في الحصول على التعليم أو الرعاية الصحية، وهناك أخريات يقاتلن من أجل أجور أفضل. تواجه المرأة ايضاً مخاطر حقيقية تهدد سلامتها، بما في ذلك خطر تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، والعنف الأسري، أو الاعتداء الجنسي.
وأيضا معانات المرأة القروية في القرى والبوادي.
أيضا مداخلة المطربة ” ليلى لمريني” حول “المرأة في شعر الملحون” لملحون هو أحد أنواع الشعر وعلى الأغلب عرفته كل الثقافات والمجتمعات باختلاف لغاتها، وسمي بالملحون لأنه يقوم أساسًا على خروج الكلام الفصيح عن مجرى الصحة في بنية الكلام أو التركيب أو الإعراب والنحو وذلك من فرط الاستعمال بين الناس، حيث تسربت إلى اللغة الصحيحة لهجات ومصطلحات متداولة بين مكون اجتماعي مرتبط بذات المعجم الكلامي، ويقابله في اللغة العربية الفصحى “الشعر الموزون”.
قدم فن الملحون إلى المغرب مع موجات هجرة المورسكيين إلى شمال إفريقيا، حيث استقرت أغلب جوق الملحون في مدن فاس ومكناس وطنجة، وجذبت إليها الأعيان الذين انضموا إلى الحفلات، ما ساهم في انتشار هذا الفن الذي يعتمد على الكلمة أي الشعر سواء كان فصحى أم “وسطى” التي تمزج بين العربية الصحيحة واللهجة الدارجة، وتكون الموسيقى المصاحبة منخفضة في أثناء إلقاء الشاعر لأبياته.
جاءت في مداخلة الأستاذة “سناء بوحاميدي” حول “تحديات المرأة بالمهن الحرة التوثيق العدلي نموذجا ” بعد ما رفع أمير المؤمنين حفظه الله الحاجز النفسي أمامالمرأة المغربية لولوج مهنة التوثيق العدلي؛ أصبح كثير من المهتمين يتساءلون؛ولا سيما المعارضين؛ عن كيفية ممارسة المرأة المهنة في ظل القانون رقم 16.03 المتعلق بخطة العدالة الذي لم يشر لا من قريب ولا من بعيد – حسب فهمهم – إلى مبدأ أحقية المرأة في تولي مهام العدول؛ ولا إلى المدى الذي يمكنهامزاولتها لها؛ وذهبوا إلى وجوب التدخل فورا إلى تعديل القانون من أجل ذلك.
لكن هل فعلا أن القانون المذكورلا يتيح للمرأة ولوج المهنة وأن تمارسها كما يمارسها الرجل العدل دون أي مانع أو عائق؟؛ وإذا كان يتيح لها ذلك فهل من حق المرأة العدل تلقي وتحرير كل أنواع العقود بما فيها الزواج والطلاق وما يلحق بهما؟؛ وإذا ثبت حقها في ذلك فهل يسوغ لها أنتتلقى العقود بمفردها إلى جانب شقيقها الرجل العدل؛ أم لابد من انضمام امرأة عدل أخرى إليها؟؛ وإلى أي حد يمكن الاكتفاء بوثيقة امرأة عدلة واحدة في كل أنواع العقود؟. هذا من جهة أولى.
ومن جهة ثانية فإنه ما موقع المرأة عموما من شهادة العامة؟ وأعني هل يجوز لها أن تكون شاهدة في اللفيف؟ وهل هناك مانع شرعي أو قانوني يحول دون قبولها في الشهادات المماثلة كشهادتها على الزواج المبرم ببلدية دولة أجنبية بالنسبة للمغاربة المقيمين بالخارج.
ايضا في كلمة الأستاذة “فتيحة بلكرن” حول إنجازات المرأة في مجال الرياضة” استطاعت المرأة المغربية إبراز ذاتها في مجال الرياضة، وفرضت نفسها بقوة على الساحة الرياضية الدولية كما أثبتت كفاءتها وجدارتها على الرغم من مختلف الصعوبات التي تعترضها في سبيل مشاطرة الرجل صنع الحضارة وبناء أسس التوازن المجتمعي في كافة المجالات.
وقد أثبتت المرأة المغربية حضورها الرياضي الوازن في جميع الألعاب والمحافل الدولية، وأصبحت بحق نموذجا يحتذى به بالنسبة للنساء في عدد من البلدان، حيث إنها لم تكتف بمجرد المشاركة في خوض غمار الألعاب على اختلاف أنواعها، بل احتلت مراكز متقدمة في الكثير من المحافل إن على المستوى القاري أو الدولي.
اخيرا مداخلة الدكتورة “فتيحة البقالي ” نائبة برلمانية سابقا حول “المرأة ومدونة الأسرة ”
لقد مضي أكثر من ثلاث سنوات على كلمة الملك محمد السادس التي ألقاها أمام البرلمان التي أمر فيها باتخاذ تعديلات على القانون الخاص بالأسرة والمرأة. بهذه التعديلات نال المغرب سمعة عالمية طيبة. إلا أن الأوساط الناقدة ترى أن هذه التعديلات ليست إيجابية إلى هذا الحد.
فعلى حد تعبير صحيفة “لو جورنال إيبدومادير” يعتبر العالم المغرب قدوة حسنة في المنطقة العربية فيما يخص حقوق المرأة، إلا أن السلطات لا تتخذ ما يكفي لشرح المدونة الجديدة للمواطنين والمواطنات وحتى يتمكنوا من تطبيقها بطريقة جدية.
اختتم الملتقى بتوزيع شواهد المشاركة ، وحفل شاي على قبل المدعويين،كان حضور وازن لفعاليات المجتمع المدني وشخصيات عامة ،وكذا صحفيين واعلاميين.