تأخر ذلك الصحن الطائر بموعده ليأتي مع الآذان وفيه شيء من الطعام

سامية المراشدة
ليس ما أقصده شيء يأتي من الفضاء ولا شيء يتعلق بأحدث تطورات التكنولوجيا لكن الصحن الطائر هو قيمة معنوية للجميع يحمل فيه الذكريات .
ما أجمل الماضي الذي يذكرنا بالعادات القديمة التي اختفت تدريجياً التي كانت فيها الألفة والسعادة وكانت فيها حب الخير وتقديم الواجب اتجاه الجار ،والجار للجار لو الزمن جار كما يقول المثل ،و حتى لو تأخر ذلك الصحن الطائر بموعده ليأتي مع الآذان وفيه شيء من الطعام  ،ما أجمل الصحن الطائر الذي  كان يذكرنا ببعضنا في كل مساء مع وضع الطعام على المائدة ونتذكر ان لنا أناس لهم حصة  من طعامنا و نكرمهم ويكرومنا نطعمهم ويطعمونا ، يحمل أبنائنا الصغار ذلك الصحن ليتعلموا درس التواضع وفعل الخير والمودة ،ليدق بابهم بقوة ويأتي بعد قليل صحن آخر يحمله أيضاً اطفال الجيران ليدق بابنا أيضاً بقوة .
لم نكن أغراب في مجتمع كانت فيها روح المآخاة وفيها يستشعر الاخ بجاره وأخوه وصديقه ،يستشعر بقيمة الجار الذي عاش معه عشرة عمر يعلم أحواله وظروفه ولا يرده ابدا بل يقبل الصحن بما فيه كأنه هدية جميلة مفرحة ، الصحن الطائر كان يحلق دوماً بين المنازل وكان يحلق  مسرعاً مع الاذان للغني والفقير .
هذا اجمل ما تعلمناه من أهلنا قبل العشرات السنوات  في السابق حينما كانت البساطة والاحترام والمحبة قائمة ،كانت الناس لا تخجل من طبخها ومذاق طعامها ،بل كانت تذهب بالصحون الطائرة والآن وبكل أسف تباعدت القلوب والبيوت فأصبح الصحن على قدر حاجة أهل البيت بسبب الغلاء، ولكن جاءت الفرصة القوية بعد ما انتشر الفقر والغلاء وضعف الحال أن نعيد تلك العادات الطيبة  .
   ليت تعود الصحون الطائره لنبحث عن الاجر والألفة ويعم الخير في العالم كله   ورمضان كريم على الجميع ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى