العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية تطلق تدريبًا وطنيًا رائدًا بالمحمدية”

الرباط : مهى الفلاح

في خطوة نوعية تستهدف تعزيز كفاءات العاملين في مجال الطفولة وتنشيط المخيمات، نظّمت العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب- والجامعة الوطنية للتخييم، التدريب الوطني الأول من الدرجة الأولى لفائدة منشطي فئة الأطفال، وذلك في الفترة الممتدة من 5 إلى 10 مارس 2025 بمركز العالية بالمحمدية، تحت شعار:”من أجل إطار تربوي مبدع، فعّال ومؤثّر”وشكّل هذا التدريب محطة مركزية في تأهيل وتكوين 45 شابة وشابًا منخرطين في فروع العصبة بمختلف مناطق المملكة، استعدادًا لموسم التخييم الصيفي.
بين التأصيل والممارسة… برنامج غني ومتوازن
جاء برنامج التدريب متوازنًا بين العروض النظرية العلمية والورشات التطبيقية العملية، حرصًا على تزويد المشاركين بالمعرفة والخبرة اللازمتين للاضطلاع بأدوارهم التربوية في فضاءات التخييم.وفي مقدمة المؤطرين، قدّم الأستاذ شكيب الزهري الكاتب العام للعصبة والمنسق العام للتدريب، مداخلة حول تاريخ وتطور المخيمات الصيفية بالمغرب موضحا تحدياتها وآفاق تطويرها.أما الدكتورة بديعة المعاشي، فقد أبهرت الحضور بعروضها العميقة حول “خصائص النمو لدى الأطفال” و”تقنيات التنشيط التربوي”، مقدّمةً نماذج حية من الممارسة التربوية الفعّالة.من جانبه، أطر الدكتور لحسن مادي عضو المكتب التنفيذي و الكاتب العام السابق للعصبة عرضًا حول “دور المخيمات في ترسيخ القيم وتنمية المهارات الحياتية ” مؤكدًا أن الفضاء التخييمي هو مختبر تربوي بامتياز.كما قدّم الأستاذ زكرياء الطائفي مدير مركز العالية، مداخلة قانونية محورية حول “مسؤولية المنشط التربوي إزاء سلامة الأطفال” في حين قدّم الأستاذ جواد سباعي عضو المكتب التنفيذي للعصبة عرضًا تفاعليًا حول “اتفاقية حقوق الطفل” وأهميتها في العمل التربوي.
ورشات تطبيقية… من التنشيط إلى المسرح
خلال الورشات التطبيقية، انخرط المشاركون في: ورشة تنشيط الأناشيد بإشراف الأستاذ عبد الرحمان بودة وورشة المعامل التربوية من تأطير الأستاذ هشام لزهر وورشة الألعاب التربوية من تأطير الأستاذ محمد أوالدامو وورشة المسرح وتنشيط التعبير الجسدي تحت إشراف الدكتورة بديعة المعاشي، وقد شكلت هذه الورشات مساحة للتجريب، الإبداع، والعمل الجماعي، في جو يسوده الحماس وروح التعاون.
لقاء القيادة والذاكرة
في لحظة وجدانية وتاريخية، عقدت الأستاذة رحمة وقاري رئيسة العصبة، لقاءً مفتوحًا مع المشاركين، استعرضت فيه مسار العصبة التي تأسست سنة 1956 وبالرئاسة الشرفية للمغفور له محمد الخامس طيب الله تراه، مبرزةً دورها الطلائعي في محو الأمية والتربية الأساسية، والدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الأطر التربوية في بناء مغرب جديد يرتكز على القيم والمعرفة.
احتفال ختامي… تربوي بامتياز
أُسدل الستار على هذه الدورة بسهرة ختامية متميزة، حضرها: السيد جواد حمضي المندوب الإقليمي لوزارة الشباب بالمحمدية والسيد زكرياء الطائفي مدير المركز والسيدة جيهان سعود والسيد محمد أكويام رئيسي التدريب أعضاء المكتب التنفيذي للعصبة وطاقم التربوي للتدريب وتخللت السهرة فقرات فنية وإبداعية من تقديم المشاركين، ضمت أناشيد تربوية، موشحات مغربية، ولوحات تعبيرية مسرحية، عكست روح الانتماء والتكوين العميق الذي تلقوه. وقد تم توزيع شواهد المشاركة والتقدير على المستفيدين والأطر المشرفة، وسط تصفيقات ودموع فخر وامتنان.
رسالة المستقبل: من المخيم إلى المجتمع
أثبت هذا التدريب الوطني أن الرهان على الطفولة لا يمكن أن يتحقق دون تكوين منشط تربوي مبدع، متمكن، ومؤثر، يملك أدوات الفعل، ويؤمن بدوره التغييري داخل المجتمع. وعلى أمل اللقاء في المخيم الصيفي المقبل، تبقى الرسالة واضحة:”من أجل مخيم تربوي يُنمي الإنسان ويزرع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى