اللقاء المستحيل.. لشيرين بكج

اللقاء المستحيل..

ماذا لو التقيت بنفسك في الطريق؟؟..

تخيل معي صدفة..
في إحدى الطرقات وانت على عجلة من أمرك ، تسير بخطوات سريعة نحو أمر تريد إنجازه ليس لديك الوقت، 

منهمك في التفكير.. رأسك كالغيمة السوداء مثقل بالأحلام والطموحات والإنجازات والخيبات والإنكسارات، بماض بحاضر بمستقبل بذكريات..
وأنت الشخص الوحيد القادر بمفردك في هذا العالم على فهم مشاعرك وتناقضاتك الداخلية..
وفجأة في منتصف هذا الزخم من الإنفعالات والأفكار.. في لحظة غير معلنة تلتقي بنفسك في الطريق !! ..

هل ستقف!! وتمد يدك بكبرياء وتصافحها ببرود مصطنع.. متجمد الحواس كقطعة جليد على الرغم من الشوق الذي يذيب أجزاءك ..
كما نفعل حقيقة حين نرغب بإخفاء مشاعرنا عن من نحب !!

أم ستقف للحظات!! .. ام لسنين.. ام لعمر.. أم لأزمان..
وأنت تتأمل نفسك..
تتأمل ذلك الوجه على الرغم من إعتيادك على رؤيته يوميا في المرآة ..

هل ستبكي.. أم ستبتسم.. أم ستنتابك حالة من الضحك الهستيري..
هل ستصافح نفسك وتعانقها بسلام.. أم بتوتر نمرود..
هل ستكون قادرا على البوح في تلك اللحظات ام سيتسلل الخجل ويغتال لهفتك ..

أم لن تقف.. وتغير الطريق!! ..
تعاود ادراجك مكبلا بحبال الخيبة.. تشعر بالعجز والغل وتأنيب الضمير وجلد الذات ..
هل.. و هل.. و هل !! ..
كل منا يدرك تماما مقدار تصالحه مع نفسه
وما أكثر أوجاعنا بإنسانيتنا التي نتناساها في كثير من يومياتنا.. وأول ما نقسوا عليه.. أنفسنا..
ومن ثم نقسوا على من نحب..
وما أصعب لقاءاتنا حين ندع الظنون والشكوك تفسد علينا بهجة اللقاء..
وما أجمل اللقاء وما أعذبه حين نترك العنان لأنفسنا لنعيش اللحظة دون قيود.. 🌷

وهنا تذكرت قصيدة (ضائع) لأحمد مطر

صدفة شاهدتني..
في رحلتي مني إلي
مسرعاً قبلت عيني..
وصافحت يدي
قلت لي :عفواً..
فلا وقت لدي
أنا مضطر لأن أتركني
بالله… سلم لي علي!.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى