جاءت نسخة مونديال روسيا 2018 مغايرة لسابقتها من كئوس العالم، على مستوى الإثارة والمفاجآت الكروية، لكن ثمة أمور تحدث خارج المستطيل الأخضر ربما أيضًا كانت متباينة مع أي حدث كروي آخر.
فالتقارير الصحفية الإنكليزية أكدت على وجود ابتزازت ومضايقات للنساء التي يعملن بمجال الإعلام خلال البطولة أثناء تأديهن عملهن، وهو ما أثار موجات غضب عارمة في الأوساط الحقوقية.
المشجعون الذكور قاموا بالتحرش الجسدي واللفظي، موجهين شتائم نابية بلغات لا يفهمها الإناث، وبعيدًا عن الازدحام بالملاعب وخلافه، فإن النساء التي يعملن بالاستوديوهات المغلقة تعرضن كذلك للمضايقات الألكترونية كونهن يعملن بمجال كرة القدم الذي يسيطر عليه الرجال.
تقول آنا كيسيل الصحفية الرياضية ورئيسة مجموعة الحملات النسائية في كرة القدم البريطانية “للمرة الأولى لدينا صحوة عالمية تجاه ما تواجهه المرأة في الرياضة، النساء تتحدث حول تجاربهن كرة القدم والعالم يستمع”.
العديد من الحوادث قد تم رصدها بمونديال روسيا وهو ما يوحي أن المجتمع عليه خلع رداء النظرة الذكورية لكرة القدم وتقبل فكرة وجود النساء، ففي الخامس عشر من يونيو تعرضت الصحفية الكولومبية غوليت غونزاليس إلى اللمس بجزء حساس من جسدها والتقبيل من أحد المشجعين.
غوليت غونزاليس أثناء الاعتداء عليها
بعدها بثلاثة أيام قام أحد المشجعين بلف ذراعه حول الصحفية السويدية مالين واليبرغ والتي كانت تنقل الأحداث من وسط الحشود لصحيفة أفتونبلاديت المحلية، فيما شد آخر شعرها، وقام الثالث بمسكها من الرقبة محاولًا تقبيلها، الأمر ذاته أكدّته الصحفية المكسيكية ماريانا زاكارياس والتي لاقت الويلات في مناطق المشجعين.
مالين واليبرغ
أمّا اللواتي يعملن من قلب الاستوديوهات بعيدًا عن الزحام، فقد تلقين عبارات جنسية فاحشة بلغات لا يفهمونها عبر مقاطع فيديوهات، ويدور الفيديو الأشهر حول صحفيين إثنين من باراغواي يُعلمّان إعلامية روسية جملة تعني أنا أحب باراغواي، لكنها في الحقيقة كلمات بذيئة.
اليابانيات لم يسلمن من الأمر، حيث قام مشجعون كولومبيون بتعليمهن بعض العبارات المسيئة لباراغواي، الأمر الذي استدعى الحكومة الكولومبية للتعليق “الأمر مهين للمرأة ولبلادنا”، مشجعون من كوستاريكا أقبلوا على الأمر ذاته بتعليم نساء روسيات عبارات جنسية باللغة الإسبانية.
مقطع الفيديو للمشجعات اليابانيات
اعتذارات وزارة الخارجبة الكولومبية عبر الحساب الرسمي لتويتركلوديا نيوما وهي أول إمرأة تعلق على مباريات كرة القدم في ألمانيا عبر قناة “ZDF” تعرضت لشتائم نابية عبر الانترنت من قبل شخصين أثناء تعليقها على كأس العالم، وهي الآن تلاحقهما قضائيًا، المدير التنفيذي للقناة توماس بيلوت قال “آمل أن يكون للأمر تأثير رادع، اندهش من هؤلاء الذين يواجهون مشكلة مع تعليق المرأة”.
كلوديا نيومان