يُعتبرُ الفنان التشكيلي “رشيد بن هدي”، واحدا من الأسماء البارزة في الساحة التشكيلية بالمغرب، ولهُ مكانة خاصة إذ يشغلُ التشكيل حيزاً واسعاً من نشاطه الإبداعي، فنان وفيّ لشغفه الطفولي بالفن والألوان عن طريق موهبته التي صقلها بفطرته ومداركه، حيث فتحت أمامه أبواب التعرف والبحث عن كل ما يحيط بأبجديات الفن التشكيلي الأصيل.
الفنان “رشيد بن هدي” من مواليد سنة 1970، أحب الفن منذ الصغر وأصبح كوسيلة تعبر عن ذاته، شارك في مجموعة من المعارض التشكيلية الجماعية، وحمل هذا الحلم مقتحما عوالم الجمال واللون، فاكتسب طاقة إنسانية منسجمة ومتواترة هدفها العطاء الإنساني للإشتغال على التجدد وتقريب الفن ونشر المحبة والتعبير عن الإنسان حواسا وروحا لذلك نجد الفنان “بن هدي” نشطا وحيويا متنقلا بمشاريعه وملتقيا بكل الفئات الفنية للنبش داخلها عن موهبة اللون وتمكينها من التعبير جماليا.
“رشيد بن هدي”، يجعل للخيال صوتا وللحلم صورة وطاقة تفاؤل تمتد خارج إطار اللوحة، أعماله تحمل أحاسيس ومشاعر غنية بالألوان التي تكونت من خلال طريقة إبداعية وتناغم الألوان وانسجامها في أسلوب فريد وفضاء مفتوح يحمل بصمته في أعماله الرائعة وأخرى حملت الرموز التراثية وجماليات الطبيعة وألوانها البهية في خيال مفتوح للمتذوق، وتتميز لوحاته في إنتاج علاقات لونية متنوعة دون أن يؤثر اللون على الآخر بتقنية وإحساس إبداعي متجدد، لوحاته مثل القصيدة الكونية كلماتها لا تنتهي ومكان مشرق لا محدود، هكذا يرسم مساره الفني وينوّع تجربته الانسانية فتذوق الفن عنده ليس شأنا خاصا ولا يمكن أن يتوقف على حاسة ولا على معرض ولا على حدث معين كل هذا مع الإنجاز المستمر والعمل الجاد وتجدد الأفكار واتساع المخيلة للحلم واللون، وأمل العطاء عنده لا يتوقف عند جزء فقط، فالكيان الإنساني والكون بالنسبة له زاخر ومليء بالحياة المفعمة بالحب والجمال، بابتسامات تغري بالبحث في العمق المادي والمعنوي للذات الإنسانية وللحضور المفعم بمنافذ صادقة التعبير .
هكذا يبحث التشكيلي “رشيد بنهدي” دوما عن التميز والتفرد في أعماله الفنية وعن خوض مغامرات متنوعة يستطيع من خلالها تحقيق هذا التميز والابداع، شارك في مجموعة من الورشات الفنية أنجز من خلالها أكبر اللوحات بفنه وطاقته بتعبيراته الزاخرة بالحياة الجميلة.
بهذا يكون التكامل الفني الروحي أخذ مساره السليم من الذاتية القيمة والرؤية الروحية إلى المحلية والعالمية، وربما يكون “رشيد بن هدي” من المدارس المهمة، ليس على الصعيد الوطني فقط، بل عالميا، كأحد مدارس الفن التشكيلي والرؤية الجمالية المحافظة على الأصالة والإبداع للوصول إلى جمال الله في الكون، وحكمة الجمال في روح الإنسان .