عودوا الى الله يا اولي الألباب
سردار سنجاري
بسم الله الرحمن الرحيم
( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) سورة الروم الآية ٤١
آية من القران الكريم أوقفتني وأخذتني الى ما نحن عليه اليوم من رعب شديد حيث توقف العالم بأسره بسبب جرثومة لا ترى بالعين المجردة . ومع اختلاف الروايات حول نشأت هذه الجرثومة ورواية صناعتها بيولوجيا ام وجودها بشكل طبيعي فان هناك عوامل كثيرة علينا الوقوف عندها كبشر .
لقد خلق الله تعالى الارض لتكون جنة للإنسان يعمرها ويسعد بخيراتها ويتمتع بمواردها ويحقق العدالة والمساواة لاننا جميعًا أولًا وأخيرًا من سلالة واحدة ومن نسل واحد وأبونا ادم وأمنا حواء . وما اختلاف لون بشرتنا و اللغة وثقافتنا الا آية من عند الله ونعمة لو أدركنا معانيها الحقيقية . ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) الروم (22). فالاختلاف سمة الكون ولكننا حولنا هذا الاختلاف الى خلاف ومزقنا أسس الأخوة وأسسنا نظامًا عنصريًا منذ الأزل حيث ساد الفرق بين الأبيض والأسود وبين الغني والفقير وبين العربي والأعجمي وقد ارسل الله تعالى لنا رسله بالحق ليبين لنا اننا اخوة في الإنسانية ولا فرق بين عربي واعجمي وابيض واسود الا بالتقوى لله تعالى . ولكننا تمردنا على قول الله ورسله واستعبدنا بعضنا البعض وصنفنا البشرية حسب لون البشرة فالأسود خلق ليكون عبدا وليس سيدا والعرق الأصفر خلق ليكون سيدا على الكون والعرق الأزرق يجب ان يحكم العالم وهكذا ومن اجل هذه الأفكار قامت حروب وكان ضحيتها الملايين من البشر . اين الهنود الحمر اليوم ومن يتحدث عنهم اين الأفارقة الذين تم اسرهم بالملايين واستخدامهم كعبيد في امريكا وأوروبا . اين الملايين من الأقليات العرقية في العالم لقد تم ابادتهم باسم العرق او القومية او الوطنية او الدين . لقد استخدمنا كل أنواع القتل على بعضنا كبشر ولم ندع طريقة لفنون القتل وإلا طبقناها عمليا على بعضنا . اكلنا أموال بعضنا بالباطل وتفشى الربى بيننا وتنافسنا على تحطيم بعضنا اقتصاديا من اجل السيطرة والسلطة . مارسنا كل أنواع الرذيلة فارتكبنا كل أنواع المعاصي و الخيانات التي نهانا الله تعالى عنها وبكل فخر وعلنية . تكبرنا وتجبرنا على بعضنا فأصبح معلوما عند البشرية قانون ألغاب اي القوي يأكل الضعيف والغني يأكل الفقير . لقد ابتعدنا عن الله فسلط الله علينا من لا يخافونه وقد ذكر الله تعالى هذا في كتابه المبين : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) الإسراء آية ١٦ . نعم لقد فسقنا وتمادينا في فسقنا وتباهينا بأموالنا وأولادنا وحسبنا ان لا احد يقدر علينا ونحن اصحاب كل هذه القوى وهذا الجبروت . لقد تظاهرنا بالإنسانية المزيفة حتى في عملنا فكان عملنا ليس لوجه الله تعالى إنما رياء لنكون اصحاب الشأن في المجتمع . لقد استغلينا الفقراء لنقفز من على أكتافهم ونصبح إنسانيون في نظر الآخرين وفي داخلنا الكره والحقد والحسد لبعضنا . تباهينا بالنساء وافتخرنا باننا اصحاب الشرف فكان شرف نسائنا معروضا في سوق النخاسة . افتخرنا بمناصبنا فكانت نقمة على الفقراء وباب فساد علينا اكلنا أموال الفقراء والأيتام بدون حساب . دمرنا الطبيعة التي وجدت لتكون مأوى لنا فاستخدمنا كل ما يضرها من مواد مشعة لتدميرها . قتلنا كل شي جميل في البحار والجبال والصحراء ولم تسلم منا حتى اقل المخلوقات ضعفا . نعم تذمرنا على الله تعالى فسلط علينا جرثومة لا ترى بالعين المجردة أقعدتنا في منازلنا مكرهين وأوقفت كل عجلة الحياة وحطمت دولًا وأخذت بناصية الآلاف من البشر . لقد سأمنا ونحن ندعوا الى السلام منذ سنوات ولا مجيب . لقد طالبنا بايقاف كل الحروب والعودة الى القانون الإنساني لاحقاق الحق والعدالة والمساواة ولكن دون جدوى . عودوا الى الله يا اولي الألباب .