قصيدة التاء المربوطة للشاعر جمال الحنصالي

 التاء المربوطة

آسف يا مارس لقد أترحتها،
حقول ياسمينها بُعثرتْ
واستثارت همز الشيطان وهُدّتْ.
عُذرا… لبشاعة منظرها،
تضاريس حُسنِها زُلْزلتْ
وأخرجتْ ما في فؤادها ودُكّتْ.
عفوا … ايّها النصف المنكسر في بيتها،
قارّاتُ وجهها زُحزحتْ
وأُتْلفتْ مُعْصراتها وجُفّتْ.
المَهْرُ مُهْر … لا يثير نقْعا
العَقْد عِقْد … لا يهيم سحرا!
زغرودات الليلة البنفسجية
طُلقتْ طلاقا بائنا،
ورسائل الأمس القرنفلية
عُذبتْ عذابا واهِنا.
جشّتِ التاء دمعها
بُسطتْ فانداست معانيها،
رُبطتْ فانهارت مبانيها.
نقطها .. السوداء تارة
البيضاء تارة
ترقص على نغمات رداءة بلاغتها،
أُجْهضتْ، فتاهت دلالاتها.
هل ستظلين مربوطة؟
كفراش العثٌ مهزومة
قبيحة .. جميلة
مرفوعة .. منقوصة
في زنزانة انتِ متحررة
تشربين عطش الفجار،
تأكلين تفاح الأبرار.
تبرّجي وتحجّبي
ثم تحجبي فتبرجي!
تكلمي واصمتي
ثم اصمتي فتكلمي!
اسكني أحلى العبارات
بين دفتي كتاب السماء،
استنشقي عبق التاريخ
العبري .. الانجليزي .. العربي
لعلك جزيرة أو شبيهتَها،
لعلكِ مريم أو شبيهتها.
أستاذ إعراب من الكوفة أو البصرة
سيركبك في أحسن جملة،
إنصاف من الزرقاء العذبة
سيشكلكِ في أفضل صورة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى