ومن الحب ماقتل

نجاة الماجد : المملكة العربية السعودية
إنه ﻷمر مؤسف حين تسمع بقصة حب انتهت بمأساة سواء بموت احد ابطالها أو بجنونه أو مرضه 
ولعل الكثير منا قد قرأ في كتب الأدب القديم حتى رسخت في ذهنه قصة مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح الذي فقد عقله عندما حيل بينه وبين محبوبته ليلى العامرية  
فإذا كان قيس هنا قد فقد عقله بسبب  صدمة التفريق بينهما فمابالك بمن فقد صحته بل حياته بسبب ذلك . ومن القصص المحزنة  التي سمعتها مؤخرا 
قصة مأساة  حب شاعر عراقي  لابنة استاذه 
و الشاعر هو عباس بن علي بن ياسين النجفي  ولد عام 1826  في بغداد ونشأ واشتهر في النجف الأشرف وقد أحب الشاعر عباس ابنة أستاذه _ ويومها لم تكن المدينة تعترف بالحب _  وحين تقدم لخطبتها رفض أستاذه تزويجه ابنته مما انعكس سلبا على نفسية الشاعر الذي ظل يعاني من هواه  حتى أشرف على الهلاك فرق والد الفتاة له بعد إلحاح الجميع فجاء بها ليراها عله يشفى من علته وكان مغمض العينين فسلمت عليه ففتح عينه ولما رآها أنشد قائلا
أتت وحياض الموت بيني وبينها
 وجادت بوصل حيث لا ينفع الوصل
 ثم لفظ أنفاسه الأخيرة في عام 1860 وله من العمر أربع وثلاثون سنة كعمر أبي القاسم الشابي التونسي 
 والجدير بالذكر أن الشاعر عباس هو قائل القصيدة الجميلة 
التي كثيرا ماترددت على مسامعنا  والتي يقول في مطلعها 
عديني وامطلي وعدي عديني  
 وديني بالصبابة فهي ديني 
وفي الحقيقة ومن خلال متابعتي لهذا اللون من القصص فقد اتضح لي مدى المعاناة التي يتكبدها العشاق من جراء هذا العشق الذي ابتليوا به _ نسأل الله العافية
إذ ليس من المستحسن السخرية بهذه الفئة أو التندر بهم عملا بالمثل القائل (من عاب ابتلي
:وصدق المتنبي حين قال ..  (
وعذلت أهل العشق حتى ذقته
فعجبت كيف يموت من لا يعشق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى