تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، مساء أمس الأربعاء 5 أكتوبر 2022/ فعاليات الدورة العاشرة من ملتقى الشارقة للخط، والذي يقام بتنظيم من دائرة الثقافة، تحت شعار (ارتقاء)، وتستمر فعالياته إلى الثلاثين من شهر نوفمبر المقبل.
حيث تفضل سموه بتكريم الفائزين بجوائز الملتقى لهذا العام، إذ فاز الخطاط المغربي محمد تفردين من المغرب عن عمله “مقولة لشكسبير”، بالإضافة إلى محمد وحيد جزائري من إيران الذي فاز بالجائزة الكبرى عن عمله “الجزء الثلاثون”، وفي جوائز الاتجاه الأصيل، كرّم سموه كل من: سيروان كمال علي من تركيا عن عمله” سورة الكهف”، وأوميد رباني من إيران عن عمله” المصحف الشريف”، وعبد الرزاق محمد من سوريا عن عمله “دعاء القنوت”. وفي جوائز الاتجاه المعاصر تم تكريم كل من: إبراهيم حسون من سوريا عن عمله” الحمدلله”، وأحمد محمد من إيران عن عمله “وجعلنا من الماء كل شيء حي”. كما كرّم سموه فاطمة الظنحاني الفائزة بجائزة التحكيم الخاصة للخطاط الإماراتي عن عملها “سلطان الخير”.
وتجدر الاشارة الى أن الخطاط المغربي محمد تفردين من مواليد سنة 1960، تأثر بكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم بالقرية في طفولته، حيث كان حيث كان الأطفال آنذاك يقومون ببري الأقلام وكتابة سور القرآن الكريم فوق الألواح المستطيلة بالخط المغربي المبسوط. اذا ساهم ذلك في توثيق علاقته بالخط العربي وكانت البداية الفعلية له سنه 1989 في اول معرض جماعي شارك فيه ثم شارك بعدها في عدة معارض داخل المغرب وخارجها، الى ان تم تكريمه من الملك محمد السادس، نصره الله، بالجائزة التكريمية لفن الحروفية سنة 2021 الدورة الخامسة. وقد تسلم الجائزة نيابة عنه الخطاط المغربي محمد بديع البوسوني عضوي لجنة التحكيم في هذه المسابقة الدولية الذي أثنى على عمل الفائز وعلى المشاركة المغربية.
وفور وصول سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، ، تفضل بزيارة المعرض العام، حيث استمع سموه إلى شرحٍ مفصّل عما يضمه المعرض من لوحاتٍ متنوعة توزعت ما بين الآيات القرآنية والقصائد بمختلف أنواع الخطوط، أنجزها عدد من الفنانين من دولة الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من الدول العربية والإسلامية.
وزار سمو ولي عهد الشارقة المعرض الشخصي للفنان الإماراتي خالد الجلاف بعنوان “قطوف النور”، حيث تعرف سموه إلى ما يحتويه المعرض من لوحات تسعى لتقديم رؤية مختلفة لخطّي الكوفي والمعلا، أظهرت التطوير الخاص بالفنان معتمداً على تجاربه الطويلة في فنون الخط العربي، مع توظيف الفنون المعمارية المعروفة، ورموز العمارة الإسلامية.
كما توقف سمو ولي العهد نائب حاكم الشارقة في معرض الفنانين المكرمين في هذه الدورة، حيث بدأ سموه جولته فيها بمعرض مقتنيات معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، بعنوان ” دُعاء”.
واستمع سموه إلى شرح وافٍ حول المخطوطات القيّمة التي يضمها المعرض والتي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي ومعانيها ودلالاتها ومضامينها والتي أنجزها فنانون مبدعون من مختلف دول العالم.
ويقدم معرض “دعاء” 27 مخطوطة مكتوبة بخطوط عربية متنوعة مثل: خط النسخ الجيد، والخط المغربي بالمداد الأسود والأحمر واللازوردي، والخط المغربي الأندلسي المجوهر العريض بالمداد البني الغامق. وتأتي المخطوطات مزخرفة ومذهبة ومحاطة بإطارات مذهبة وحواشٍ مذهبة، ومنها ما هو محفوظ بغلافه الأصلي القديم، وبجلود أصلية قديمة.
بعدها عرج سمو ولي العهد نائب حاكم الشارقة إلى معرضي الفنان حمدي زايد من جمهورية مصر العربية، والخطاط العراقي الراحل صادق الدوري، ضمن الفنانين الثلاثة المكرمين في هذه الدورة.
وتجول سموه في المعرضين مستمعاً إلى تعريف كامل عن اللوحات المعروضة، حيث يقدم الفنان حمدي زايد 13 عملاً خطيّاً متميزاً تظهر الجانبين الإبداعي والابتكاري لديه، وبخاصة في الخط الديواني. ويُعرض في جناح الفنان صادق الدوري 12 عملاً خطياً تتنوع في تنفيذها البارع.
بعدها تفضل سمو ولي العهد نائب حاكم الشارقة بتكريم عدد من الفنانين من الشخصيات التي قدمت الكثير إلى فن الخط العربي، وهم: معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، والفنان حمدي زايد، والخطاط صادق الدوري.
وكان حفل التكريم قد أستهل بكلمة قدمها محمد إبراهيم القصير، مدير الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة، مدير ملتقى الشارقة للخط، أشار فيها الى التنوع الكبير للفعاليات التي يقدمها الملتقى التي يؤكد بها أهمية هذا الفن الأصيل.
واستعرض القصير الأنشطة المتنوعة التي سيقدمها الملتقى، مشيراً إلى المعارض الخاصة والمتميزة ومنها معرض “امتنان” الذي يشارك فيها 15 فناناً وفنانة من دولة الإمارات حيث تعود نصوص اللوحات المشاركة إلى أقوال لصاحب السمو حاكم الشارقة، كما تحمل بعض الأعمال أشعار مهداة إلى سموه.
كما لفت القصير إلى معرض الزخرفة الإسلامية بعنوان “ترنيمة الذهب” والذي يشارك فيه عدد ثمانية فنانين من غير الناطقين باللغة العربية، والذين تأثروا بهذا الفن الأصيل، حيث يقدم كل منهم طبيعة الزخرفة في بلاده.
كما ألقى الفنان خالد الجلاف كلمة لجنة تحكيم المعرض العام في الملتقى أشار فيها إلى المعايير الدقيقة التي التزمت بها اللجنة في تحكيم أعمال المعرض العام، ولوحات معرض الخطاطين الإماراتيين.
وتتوزع فعاليات الملتقى في كل من ساحة الخط في منطقة قلب الشارقة، ومتحف الشارقة للفنون وبيت الحكمة، وجامعة الشارقة، وغيرها، ويضم الملتقى 200 فعالية تتنوع ما بين المعارض والورش المتخصصة والمحاضرات والندوات المتنوعة، تستضيفها دائرة الثقافة بالشارقة بالتعاون مع أكثر من 20 جهة ومؤسسة في الإمارة، ويعرض الملتقى في دورته الحالية أكثر من 700عملاً فنياً لـ 200 فناناً من مختلف دول العالم.
رافق سموه خلال الجولة كل من الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، ومعالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وسالم يوسف القصير رئيس هيئة تطوير معايير العمل.