كالم الشعيبية
التراضي ،حضور الولي وأن يشهد شاهدان عدلان لصحة العقد ،
هذه أبرز شروط الزواج وعقد القران.
ولكن في زمن العصرنة والتحديث كان لابد ووجوبا أن تخضع هي أيضا لبعض التغييرات والإضافات السطحية ذات التأثير العميق ؛ قبل الولي والموافقة هناك ماهو في غاية الأهمية وعلى رأس القائمة وهو الاتفاق المادي الذي يعتبر شرطا أساسيا لا يصح القران إلا به وبإحترام طقوسه المقدسة .
فبعد طرح النقاش على الطاولة واعتباره كمقترح بسيط يُرمى بين الكلام “الواتسابي” رسالة كان أو تسجيلا صوتيا تأتي الجلسة المنتظرة ،على أطراف المدينة في أحد الأمكنة الهادئة ،والطاولة تتموقع بعيدا عن ضجيج الحاضرين وضوضاء الحياة ،ليقام الزفاف الرسمي ،والأبطال هنا الرواتب ومصاريف المنزل ومشتقاته من مسؤوليات أخرى ،يضع كل منهما لمساته الأخيرة لإطلاق المشروع .
غافل هو عن النسب وغافلة هي الأخرى عن الأخلاق ،
التفكير كله حول إيجاد طريقة مناسبة للجمع بين رواتبهما في الحلال وعقد القران بينهما وكيف سيتم التعامل مع نتائج هذا الزواج من مصاريف الرئيسية منها والثانوية .
عرس بكامل طقوسه ،ومراسيمه الصامتة،
كالعادة الأنظار على سيدة العرس وعروسه ؛
راتب الزوجة ،بإعتباره الفرد الجديد في العائلة ،والتعامل معه يستدعي الكثير من الحيطة والحذر ،
تُرمى مهمة الانفاق التي في الأساس للزوج جانبا ،
يندمج أنا و أنت في أنا ويصبح الجيب واحدا ،وتضيع المسؤولية هنا بين الماديات.
على تلك الطاولة يُغض الطرف على جوانب كثيرة وذات أهمية كبيرة أو يُستهان بها إن صح التعبير فتبقى في آخر القائمة أو لا توجد بثاتا،كموضوع الأفكار المختلفة وكيف سيتم الجمع بينها ومعالجة تلك التي يأتي بها كل واحد إلى عالم الزواج وتأثيرها الوحيد هو خلق مساحة للصراع السلبي . ونوع المدرسة التي سيقومان بتدشينها لتربية الأبناء ،والأهم رسم حدود كل واحد لا يجب تجاوزها من طرف الآخر .
أشياء كهذه تبدو بسيطة ولكنها تصنع الفرق في كل علاقة وتُعتبر لبنة أساسية ليكون البناء كاملا يقوم على أساس مثين لا تزحزحه عواصف ولا رياح المشاكل ،
لا ننكر أهمية الجانب المادي ولكن لا ينبغي تقديمه واعتباره القلب النابض للعلاقة ،ووضع كل التركيز حوله بإعتباره كأساس وهذا أمر سلبي مؤكد .
فبعده ستظهر الشقوق في العلاقة والثغرات ،وتبدأ المشاكل البسيطة تتراكم لتفقد بساطتها ،
تتغير ألوان اللوحة الجميلة ذات الألوان الراقية ؛ إذا زوجة أنانية ،متهاونة في أداء أدوارها الأساسية خاصة تلك المتعلقة بالبيت والأبناء ،ومتهمة بالإهمال .
زوج إتكالي ،تنقصه شهامة الرجل الشرقي ،وليس على قدر المسؤولية الموكلة إليه .
وعلى من تقع مسؤولية البيت والأبناء ؟
من صاحب الحصة الأكبر ؟ وهل سيتبرع أحدهما بأكثر مما هو مثفق عليه ؟
أسئلة ترمي خيوطها على العلاقة بينهما وتتشابك فيم بينها .
فتصبح الحياة بدون طعم آخر غير طعمَ مخلفات اهتماماتهما المادية ،وسوء تخطيطهما الأولي واختياراتهما ،
يُغلفون كل هذا بسعادة وهمية وصبر أكثر منها وهما ،
سعادة باهتة ، باردة ، دفء العائلة غائب،
جسد بدون روح .
بناء جدرانه خالية من أثر الحياة.
==============================
زوروا «موقع رائدات»
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زورونا «إنستغرام رائدات»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك رائدات»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «يوتوب» «قناة رائدات»